سفر الأحبار في الكتاب المقدس وفي حياة المؤمن

لم يظهر سفر الأحبار ألا موخراً في حياة إسرائيل

فمن جهة أولى لم يكن له أثر ملموس في سائر أسفار العهد القديم ومن جهة ثانية يقتصر على عرض تقنية الذبائح الاسرائيلية فلم يستشهد به غالباً في العهد الجديد

وأكثر ما استشهد به مأخوذ من الأحكام الأخلاقية الموجودة في شريعة القداسة غير أن تأثير ما لا يقاس بعدد الشواهد عنه فقط

لذلك ليس تأثير سفر الأحبار بشيء يهمل وإن كان غير مباشر

فالعبادة الممارسة في أورشليم وفق القواعد المدونة في سفر الأحبار هي في خلفية تفكير العهد الجديد في كهنوت المسيح وذبيحته

فبدون سفر الأحبار تنقصنا عناصر كثيرة لنفهم كيف قام القديس بولس في رسالته إلى العبرانيين بتفسير لاهوتي لموت يسوع

لعل سفر الأحبار أقل أسفار العهد القديم مطالعة عند المسيحيين

فليس في الواقع سهل المنال ويخيل إلينا أنه لا يذكر إلا ممارسات أسقطتها العهد الجديد

لكن لا بد لنا من الاتفاق على هذا الاسقاط فإسرائيل سواءً اقتبس من جيرانه ممارسات دينية أم ابتدع ممارسات جديدة لتأليف رتبه قد حاول ان يجعل العبادة التي كان يمارسها تلائم الايمان الذي كان يجاهر به

فكان على العبادة ان تظهر وتحقق مصالحة الشعب المقدس واتحاده بالاله القدوس الذي باسمه ناضل الأنبياء وجميع الذين سهروا على صفاء ايمان اسرائيل

تختلف الأعياد والطقوس والممارسات باختلاف الأوقات والأماكن بحسب ما يراد التعبير عنه وبحسب ما يعتمد هنا وهناك من الوسائل

لكن تبقى الرغبة حية في التعبير عن الإيمان عن طريق العيد الجماعي والتعبير الجسدي

فلا طعن الأنبياء في عبادة ساءت ممارستها ولا تخلي اليهودي بعد أن حرم من هيكله عن الطقوس اللاوية ولا تخلي الدين المسيحي عنها بعد أن سلم بما لذبيحة المسيح من قيمة فريدة ونهائية تلغي واقع وجود سفر الأحبار في الكتاب المقدس

فوجوده تبرير لحق الانسان بحاجته إلى التعبير عن ايمانه بممارسات دينية واعلان يمهد لمجيء ذاك الذي يحمل في كلامه ويحقق في حياته مصالحة البشر واتحادهم بالله

اعداد الشماس سمير كاكوز