القداسة في سفر الأحبار

القداسة من أهم مفاهيم سفر الأحبار لا بل العهد القديم بأسره وتقارب مفهوم الطهارة تدل القداسة في الأساس على السر الذي لا يسبر غوره على سر الاله المتعالي الإله المختلف اطلاقاً والذي ليس له مثيل ولا يدرك ولا يوصف ولا يقترب منه الانسان فإن قلنا أن الرب قدوس نعني بدرجة ثانية صفاته الأخلاقية ونثبت بدرجة اولى أنه يختلف أختلافاً تاماً عما يعرفه الانسان أو يتصوره

ومع ذلك يأذن هذا الإله المتعالي للانسان أن يدنو منه

سفر الأحبار الفصل 23

وهذا عنصر يكون قداسته

وذلك الاله الذي لا يدرك يعرف عن نفسه ويبلغ إرادته

سفر الأحبار الفصل 19

ويرسل أشعة قداسته ويريد أن يشرك فيها البشرية كونوا قديسين فاني أنا قدوس

سفر الأحبار 19 : 2

وحين أختار الله شعب اسرائيل أراده مختلفاً عن سائر الشعوب فأرده وميزه عن غيره من الشعوب لكي يتمكن من الاتحاد بالاله القدس

ويفترض هذا الاختيار شرطاً أخلاقياً ليس إلا نتيجة قداسة الشعب المختار لكنه يحمله على التقدس الدائم ليبقى في هذا الاتحاد الحيوي ويظهر في نظر سائر الأمم قداسة إلهه

ولا تقتصر القداسة على الناس بل يمكن إطلاق صفة مقدس على ما يشير إلى حضور الله

من أشخاص كالكهنة فهم أكثر تقرباً مما يخص الله وعليهم أن يمتنعوا عن ممارسات مشروعة متنوعة لكنها غير مقدسة

سفر الأحبار الفصلين 21 ، 22

ومن أوقات كالسبت فهو يوم الرب ولا بد من الامتناع فيه عن الأعمال غير المقدسة

سفر الخروج 20 : 8 - 11

ومن أماكن كالمقدس فلا يجوز لغير الكهنة وللغرباء أن يدخلوه

رسالة العبرانيين 9 : 7 ، 8

أعمال الرسل 21 : 28

ومن أشياء كزيت المسحة المقدسة الذي يستعمل في رتب التكريس ويحرم في غيره من الاستعمالات

سفر الخروج 30 : 23 - 33

والخلاصة أن في مفهوم القداسة ثلاثة أفكار فاعلة وهي الأنفصال عما هو غير مقدس وتكريس الاتحاد بالله والتزام خدمة الله للعمل بمشيئته

اعداد الشماس سمير كاكوز